لم يكن صمت الحركيين ممن أسماهم مسؤول معني بالبرامج الدعوية في وزارة الشؤون الإسلامية بـ«دعاة الحسابات المليونية» أمام الهجمة المسعورة التي تستهدف المملكة وتحاول تشويه صورتها، مفاجئاً للأوساط الدعوية السعودية، إذ تركز نشاط «الحركيين» منذ ولوجهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي على دعم تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي وتفرعاته من السرورية والتنظيمات الأخرى المتطرفة، والتسويق لهم. ويؤكد أمين اللجنة المركزية للبرامج الدعوية بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ فيصل بن سعود العنزي على ضرورة فضح «الدعاة الحركيين» وتحذير الشباب منهم. ودعا «الحركيين» إلى التوبة العلنية والتراجع عن أفكارهم السابقة وعدم الاكتفاء بالصمت و«التغريد بالأذكار والمواعظ والنصائح». وتحدى العنزي، في حوار مع «عكاظ»، «دعاة الحسابات المليونية» انتقاد جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم السروري وجماعة التبليغ. ووصف أمين لجنة البرامج الدعوية «الدعاة المتقلبين» و«مستخدمي التقية والكذب» بـ«المتأسلفين الجدد»، مشيراً إلى أنهم يدَّعون وصلاً بمنهج السلف، لكن هدفهم اختراق الصفوف لإضعافها والتزلف لدى المسؤولين ووسائل الإعلام وتقديم أنفسهم كنموذج وسطي لخدمة جماعتهم الإرهابية مستغلين السلفية. فإلى نص الحوار:
• انتقدت من أسميتهم بـ«دعاة الحسابات المليونية»، وقلت إنهم يمثلون الآن دور الصامت العابد، بينما كانوا أيام الثورات آلة إعلامية نشطة لدعمها، من تقصد بهذا الوصف تحديداً؟
•• من السهولة معرفة هؤلاء وصفاتهم، فأغلب هؤلاء يلبسون مع الأسف عباءة الدعوة للإسلام من أجل كسب تعاطف شعبنا الطيب المتدين، وهم في الأصل دعاة متخفُّون لأجندة وأحزاب وأهداف خارجية، وبعضهم ربما يجعل التديُّن والدعوة للإسلام مرحلة ثم ينتقل إلى مرحلة أخرى مضادة تماماً لما كان يظهر به أمام العامة، فيزيل معالم التدين التي كانت ظاهرة عليه ويبدأ بتبني أفكار نقيضة، إلا أن الأهداف العامة والكبرى عنده لم تتغير، وهي خلق الفوضى وتحريض المجتمع ضد ولاة الأمر والخروج عليهم وتأليب الرأي العام في كل القضايا الممكنة من أجل إسقاط النظام الحاكم خدمةً لأهداف حزبه ورؤسائه.
ومن أبرز الصفات التي يمكن أن نعرف بها هذا النوع:
- المشاركة في إشعال الفتن عند حدوثها وعند تمكنهم من ذلك، كما حدث من بعضهم من المشاركة في التحريض على ثورات الخريف العربي والخطبة في أتباعهم ودعوتهم للجهاد.
- الثناء على أي عمل يقوم به قادة جماعتهم ولو كان تافهاً مع التغافل أو التهوين عن الأعمال العظيمة والكبيرة لولاة أمرنا في خدمة الإسلام والمسلمين وتنمية وتطوير الوطن، فهؤلاء مع الأسف أعداء لمنجزات الوطن ويتمنون عدم وجودها لكي لا يكون لدينا شيء نفتخر به ويدل على الجهود الكبيرة لولاة أمرنا، والعاقل يعرف أن إنجاز قطار الحرمين مثلاً أهم من إنجاز مطار إسطنبول في خدمة الإسلام والمسلمين، لكن البعض يلبس نظارات يغطيها شعار رابعة وتمت صناعتها في مبنى المرشد بجبل المقطم.
- تهويل وتعظيم الأمور الصغيرة والأخطاء العارضة التي قد يحدث مثلها في كل مكان وفي أي بلد من أجل استثمارها لإشعال الفتن.
- عدم المشاركة في الجهود الفعالة التي يقوم بها المغردون الوطنيون في الدفاع عن وطنهم وولاة أمرهم ضد الهجمات التي يصنعها الأعداء، ولو كان الأمر بيدهم لشاركوا الأعداء في هجومهم، ولذلك ربما تجد بعضهم يغرد بتغريدة يتيمة خجولة وعامة لا تخدش مشاعر أعدائنا ولا تساهم بشيء من إظهار الحقيقة من أجل ذر الرماد في العيون ورفع التهمة الثابتة عليه منذ زمن.
- عدم التعرض لجماعة الإخوان المسلمين بأي انتقاد، وعدم المشاركة في الحراك الدعوي الحالي في وطننا الغالي الذي يؤصل للأمن الفكري ولحمة الوطن وانتقاد جماعة الإخوان والتنظيم السروري وجماعة التبليغ وغير ذلك من الجماعات، وأنا من منبر «عكاظ» أتحدى أن يكون لدعاة الحسابات المليونية أي انتقاد أو تعرُّض لهذه الجماعات.
- لبس عباءة الزاهد العابد عند التضييق عليهم وعدم قدرتهم على إشعال الفتن أو تلميع جماعتهم، فينتقلون مرغمين إلى التغريد بالأذكار والنصائح والمواعظ، ليس حباً لذلك وإنما اضطراراً لأن بضاعتهم تم تجفيف منابعها والبضاعة التي تدعو إلى المحبة والوئام وحب الوطن لا تناسبهم.
• وكيف تتم مواجهة هؤلاء والتصدي لهم؟
•• التصدي لهؤلاء يكون بدراسة حقيقة مقاصدهم أولاً، ويتبين ذلك من النظر في تراثهم الذي قدموه منذ سنين، فمن كان يثني علانية لسنوات على جماعات الإرهاب والانحراف السياسي التي تحارب بلده وتسعى في إسقاطه، لا يمكن أن يقبل منهم الآن مجرد الصمت وكأنه يوصل رسالة لأتباعه أنني لازلت على ثنائي على جماعات الإخوان وغيرها، ولكن لا أستطيع التصريح بالثناء، ويؤكد ذلك أنني لا أنتقدها ولا أتكلم فيها، إن هذا الصمت يوهم الأتباع أن الدولة ظلمت هذه الجماعات حين حظرتها وصنفتها ضمن التنظيمات الإرهابية، وهو دليل أيضاً على تعاطف هذا الداعية مع هذه الجماعات، فهو يتكلم في كل شيء حتى أنواع الأطياب والبخور ويقوم بالدعايات للشركات التجارية ثم يصمت عن هذا الأمر المهم!
ومن أهم طرق التصدي لهم تحذير المجتمع لا سيما الشباب والشابات من مسلك هؤلاء وفضحهم لكي لا يغتروا حين يرون كثرة التابعين لهم، وتوضيح حكم الشريعة في أقوالهم ومسالكم، وتوضيح أن كثرة الأتباع لا تدل على أن الإنسان على حق، فمتابعو بعض المغنين والممثلين في أوروبا وأمريكا وبعض رؤساء الدول الغربية أكثر بكثير من متابعي هؤلاء الدعاة، فلو كان الحق مع الكثرة لكن هؤلاء أحق به من بعض الدعاة، والله تعالى يقول (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) ويقول (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وبالمقابل يقول تعالى: (وقليل من عبادي الشكور)، ويقول: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم). فالكثرة في القرآن دائماً مذمومة والقلة ممدوحة.
• طالبت هؤلاء بالتوبة، كيف تكون من وجهة نظرك؟
•• يكون بالطريقة التي حددها القرآن الكريم في قوله تعالى: (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم)، بمعنى أن من ادعى التوبة من الانتماء أو الدعوة للجماعات الإرهابية فللتوبة من ذلك طريقة وشروط لابد من الاتيان بها وهي:
1- التوبة النصوح المتضمنة شروط التوبة وهي، أولاً: الإخلاص لله والصدق في التوبة، ثم ثانياً: الإقلاع عن الذنب فلا يمكن أن يقول المسلم إنه تاب من الذنب وهو لازال مقيماً عليه ويثني على بعض أعضاء الجماعة المنحرفة أو يسكت عنه أو لا يخبر الناس بحقيقته أو يكتم الحقائق عن الناس، ثم ثالثاً: العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب الذي كان يقترفه.
2- الإصلاح: بمعنى أن يصلح التائب في نفسه فتظهر عليه فعلاً بوادر التوبة من بغض الجماعات الإرهابية وأفكارها ومحبة الوطن وولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين وترك المشاركة في الفتن، ودعوة الناس إلى الألفة والاجتماع.
3- التبيين: وهذا الأمر هو أصعب الأمور على مدعي التوبة من الانتماء إلى الجماعات الإرهابية حيث يتطلب هذا منه أن يحذر الناس من نفسه وأقواله السابقة الضالة التي ساهمت في إضلال الناس، فمثلاً يقول لقد قلت في كتابي الفلاني أو التسجيل الفلاني أو تغريدتي الفلانية إن جماعة الإخوان جماعة تدعو إلى الإسلام ولكني أتوب من هذا القول فقد درست كتبهم ومقالاتهم وتبين لي أنهم جماعة إرهابية لا تدعو للإسلام الصحيح ويحذر منها المجتمع ويسرد الأدلة على ذلك. وهكذا يقوم بتتبع كل أقواله الخاطئة ويبينها للناس بالتفصيل. هكذا تكون التوبة الصادقة.
• ومن هم «المتأسلفون الجدد» الذين أوردت وصفهم في تغريدة سابقة لك؟
•• المتأسلفون الجدد في نظري على قسمين، قسم مع من غلب يتبعون مصالحهم، فحين تكون الصولة والجولة للإخوان يقول أنا إخواني وحين تكون للسلفيين أهل الحق يقول أنا سلفي، وهؤلاء ظهروا بكثرة هذه الأيام بعد أن ظهر حزم القيادة في مكافحة التطرف بجميع أشكاله ونشر وتثبيت المنهج السلفي الوسطي الذي هو أصل منشأ هذه الدولة قبل ظهور ما يسمى بالصحوة، ولا شك أن اختيار خادم الحرمين الشريفين لمعالي الوزير المعروف بحزمه ووسطيته ومحاربته للتطرف الدكتور عبداللطيف آل الشيخ ليكون المسؤول الأول عن ملف الدعوة أرعب الكثير من المنتسبين للدعوة واضطرهم إلى التظاهر بالسلفية التي من أبرز معالمها محاربة التطرف والجماعات الإرهابية والخروج على الحكام المسلمين بالسيف أو الكلمة.
أما القسم الثاني وهم الأخطر أقوام يستعملون التقية والكذب، فيدعي أنه على منهج السلف والوسطية ويحارب الإخوان منذ 10 أو 20 سنة وهو كاذب، وإنما يهدف من هذا الكذب إلى اختراق الصفوف لإضعافها والتزلف لدى المسؤولين ووسائل الإعلام لتقديم نفسه نموذجاً يمثِّل المنهج الوسط ثم يبدأ يدخل أفكاره من جديد، فهو يتخذ السلفية حصان طروادة لخدمة جماعته الإرهابية والتعمق في صفوف خصومهم لضربهم من الداخل، لذلك أسميتهم متأسلفين ولم أسمهم سلفيين، ولا يعني هذا أن كل من انتسب لمنهج السلف حديثاً هو من هذين الصنفين، إذ لا يخلو زمن من صادقين مخلصين والله يتولى السرائر.
• يتحجج الصامتون بما يسمونه «تجنب الفتنة»، هل ترى ذلك صحيحاً وكيف ترد عليهم؟
•• الرد عليهم من كتاب الله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا). وهذا الفعل منهم مصداق لما ذكرناه أنهم يختلقون الأعذار من أجل عدم المشاركة في الدفاع عن وطنهم وولاة أمرهم، فهم أتباع الفتن دائماً، إن كان الأمر ضد بلدهم وفي الثناء على عدو الوطن يشاركون فيقعون في الفتنة ويوقعون غيرهم، وإن كان الأمر في صالح بلدهم أو يتطلب الدفاع عنها سكتوا بحجة أنها فتنة فيسقطون في الفتنة ويسقطون غيرهم فيها، وإلا أي فتنة أشد من السكوت عن الأعداء الذين يحاولون النيل من بلادنا ويسعون لإسقاط ولاة أمرنا؟ نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين.
• انتقدت من أسميتهم بـ«دعاة الحسابات المليونية»، وقلت إنهم يمثلون الآن دور الصامت العابد، بينما كانوا أيام الثورات آلة إعلامية نشطة لدعمها، من تقصد بهذا الوصف تحديداً؟
•• من السهولة معرفة هؤلاء وصفاتهم، فأغلب هؤلاء يلبسون مع الأسف عباءة الدعوة للإسلام من أجل كسب تعاطف شعبنا الطيب المتدين، وهم في الأصل دعاة متخفُّون لأجندة وأحزاب وأهداف خارجية، وبعضهم ربما يجعل التديُّن والدعوة للإسلام مرحلة ثم ينتقل إلى مرحلة أخرى مضادة تماماً لما كان يظهر به أمام العامة، فيزيل معالم التدين التي كانت ظاهرة عليه ويبدأ بتبني أفكار نقيضة، إلا أن الأهداف العامة والكبرى عنده لم تتغير، وهي خلق الفوضى وتحريض المجتمع ضد ولاة الأمر والخروج عليهم وتأليب الرأي العام في كل القضايا الممكنة من أجل إسقاط النظام الحاكم خدمةً لأهداف حزبه ورؤسائه.
ومن أبرز الصفات التي يمكن أن نعرف بها هذا النوع:
- المشاركة في إشعال الفتن عند حدوثها وعند تمكنهم من ذلك، كما حدث من بعضهم من المشاركة في التحريض على ثورات الخريف العربي والخطبة في أتباعهم ودعوتهم للجهاد.
- الثناء على أي عمل يقوم به قادة جماعتهم ولو كان تافهاً مع التغافل أو التهوين عن الأعمال العظيمة والكبيرة لولاة أمرنا في خدمة الإسلام والمسلمين وتنمية وتطوير الوطن، فهؤلاء مع الأسف أعداء لمنجزات الوطن ويتمنون عدم وجودها لكي لا يكون لدينا شيء نفتخر به ويدل على الجهود الكبيرة لولاة أمرنا، والعاقل يعرف أن إنجاز قطار الحرمين مثلاً أهم من إنجاز مطار إسطنبول في خدمة الإسلام والمسلمين، لكن البعض يلبس نظارات يغطيها شعار رابعة وتمت صناعتها في مبنى المرشد بجبل المقطم.
- تهويل وتعظيم الأمور الصغيرة والأخطاء العارضة التي قد يحدث مثلها في كل مكان وفي أي بلد من أجل استثمارها لإشعال الفتن.
- عدم المشاركة في الجهود الفعالة التي يقوم بها المغردون الوطنيون في الدفاع عن وطنهم وولاة أمرهم ضد الهجمات التي يصنعها الأعداء، ولو كان الأمر بيدهم لشاركوا الأعداء في هجومهم، ولذلك ربما تجد بعضهم يغرد بتغريدة يتيمة خجولة وعامة لا تخدش مشاعر أعدائنا ولا تساهم بشيء من إظهار الحقيقة من أجل ذر الرماد في العيون ورفع التهمة الثابتة عليه منذ زمن.
- عدم التعرض لجماعة الإخوان المسلمين بأي انتقاد، وعدم المشاركة في الحراك الدعوي الحالي في وطننا الغالي الذي يؤصل للأمن الفكري ولحمة الوطن وانتقاد جماعة الإخوان والتنظيم السروري وجماعة التبليغ وغير ذلك من الجماعات، وأنا من منبر «عكاظ» أتحدى أن يكون لدعاة الحسابات المليونية أي انتقاد أو تعرُّض لهذه الجماعات.
- لبس عباءة الزاهد العابد عند التضييق عليهم وعدم قدرتهم على إشعال الفتن أو تلميع جماعتهم، فينتقلون مرغمين إلى التغريد بالأذكار والنصائح والمواعظ، ليس حباً لذلك وإنما اضطراراً لأن بضاعتهم تم تجفيف منابعها والبضاعة التي تدعو إلى المحبة والوئام وحب الوطن لا تناسبهم.
• وكيف تتم مواجهة هؤلاء والتصدي لهم؟
•• التصدي لهؤلاء يكون بدراسة حقيقة مقاصدهم أولاً، ويتبين ذلك من النظر في تراثهم الذي قدموه منذ سنين، فمن كان يثني علانية لسنوات على جماعات الإرهاب والانحراف السياسي التي تحارب بلده وتسعى في إسقاطه، لا يمكن أن يقبل منهم الآن مجرد الصمت وكأنه يوصل رسالة لأتباعه أنني لازلت على ثنائي على جماعات الإخوان وغيرها، ولكن لا أستطيع التصريح بالثناء، ويؤكد ذلك أنني لا أنتقدها ولا أتكلم فيها، إن هذا الصمت يوهم الأتباع أن الدولة ظلمت هذه الجماعات حين حظرتها وصنفتها ضمن التنظيمات الإرهابية، وهو دليل أيضاً على تعاطف هذا الداعية مع هذه الجماعات، فهو يتكلم في كل شيء حتى أنواع الأطياب والبخور ويقوم بالدعايات للشركات التجارية ثم يصمت عن هذا الأمر المهم!
ومن أهم طرق التصدي لهم تحذير المجتمع لا سيما الشباب والشابات من مسلك هؤلاء وفضحهم لكي لا يغتروا حين يرون كثرة التابعين لهم، وتوضيح حكم الشريعة في أقوالهم ومسالكم، وتوضيح أن كثرة الأتباع لا تدل على أن الإنسان على حق، فمتابعو بعض المغنين والممثلين في أوروبا وأمريكا وبعض رؤساء الدول الغربية أكثر بكثير من متابعي هؤلاء الدعاة، فلو كان الحق مع الكثرة لكن هؤلاء أحق به من بعض الدعاة، والله تعالى يقول (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) ويقول (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، وبالمقابل يقول تعالى: (وقليل من عبادي الشكور)، ويقول: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم). فالكثرة في القرآن دائماً مذمومة والقلة ممدوحة.
• طالبت هؤلاء بالتوبة، كيف تكون من وجهة نظرك؟
•• يكون بالطريقة التي حددها القرآن الكريم في قوله تعالى: (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم)، بمعنى أن من ادعى التوبة من الانتماء أو الدعوة للجماعات الإرهابية فللتوبة من ذلك طريقة وشروط لابد من الاتيان بها وهي:
1- التوبة النصوح المتضمنة شروط التوبة وهي، أولاً: الإخلاص لله والصدق في التوبة، ثم ثانياً: الإقلاع عن الذنب فلا يمكن أن يقول المسلم إنه تاب من الذنب وهو لازال مقيماً عليه ويثني على بعض أعضاء الجماعة المنحرفة أو يسكت عنه أو لا يخبر الناس بحقيقته أو يكتم الحقائق عن الناس، ثم ثالثاً: العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب الذي كان يقترفه.
2- الإصلاح: بمعنى أن يصلح التائب في نفسه فتظهر عليه فعلاً بوادر التوبة من بغض الجماعات الإرهابية وأفكارها ومحبة الوطن وولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين وترك المشاركة في الفتن، ودعوة الناس إلى الألفة والاجتماع.
3- التبيين: وهذا الأمر هو أصعب الأمور على مدعي التوبة من الانتماء إلى الجماعات الإرهابية حيث يتطلب هذا منه أن يحذر الناس من نفسه وأقواله السابقة الضالة التي ساهمت في إضلال الناس، فمثلاً يقول لقد قلت في كتابي الفلاني أو التسجيل الفلاني أو تغريدتي الفلانية إن جماعة الإخوان جماعة تدعو إلى الإسلام ولكني أتوب من هذا القول فقد درست كتبهم ومقالاتهم وتبين لي أنهم جماعة إرهابية لا تدعو للإسلام الصحيح ويحذر منها المجتمع ويسرد الأدلة على ذلك. وهكذا يقوم بتتبع كل أقواله الخاطئة ويبينها للناس بالتفصيل. هكذا تكون التوبة الصادقة.
• ومن هم «المتأسلفون الجدد» الذين أوردت وصفهم في تغريدة سابقة لك؟
•• المتأسلفون الجدد في نظري على قسمين، قسم مع من غلب يتبعون مصالحهم، فحين تكون الصولة والجولة للإخوان يقول أنا إخواني وحين تكون للسلفيين أهل الحق يقول أنا سلفي، وهؤلاء ظهروا بكثرة هذه الأيام بعد أن ظهر حزم القيادة في مكافحة التطرف بجميع أشكاله ونشر وتثبيت المنهج السلفي الوسطي الذي هو أصل منشأ هذه الدولة قبل ظهور ما يسمى بالصحوة، ولا شك أن اختيار خادم الحرمين الشريفين لمعالي الوزير المعروف بحزمه ووسطيته ومحاربته للتطرف الدكتور عبداللطيف آل الشيخ ليكون المسؤول الأول عن ملف الدعوة أرعب الكثير من المنتسبين للدعوة واضطرهم إلى التظاهر بالسلفية التي من أبرز معالمها محاربة التطرف والجماعات الإرهابية والخروج على الحكام المسلمين بالسيف أو الكلمة.
أما القسم الثاني وهم الأخطر أقوام يستعملون التقية والكذب، فيدعي أنه على منهج السلف والوسطية ويحارب الإخوان منذ 10 أو 20 سنة وهو كاذب، وإنما يهدف من هذا الكذب إلى اختراق الصفوف لإضعافها والتزلف لدى المسؤولين ووسائل الإعلام لتقديم نفسه نموذجاً يمثِّل المنهج الوسط ثم يبدأ يدخل أفكاره من جديد، فهو يتخذ السلفية حصان طروادة لخدمة جماعته الإرهابية والتعمق في صفوف خصومهم لضربهم من الداخل، لذلك أسميتهم متأسلفين ولم أسمهم سلفيين، ولا يعني هذا أن كل من انتسب لمنهج السلف حديثاً هو من هذين الصنفين، إذ لا يخلو زمن من صادقين مخلصين والله يتولى السرائر.
• يتحجج الصامتون بما يسمونه «تجنب الفتنة»، هل ترى ذلك صحيحاً وكيف ترد عليهم؟
•• الرد عليهم من كتاب الله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا). وهذا الفعل منهم مصداق لما ذكرناه أنهم يختلقون الأعذار من أجل عدم المشاركة في الدفاع عن وطنهم وولاة أمرهم، فهم أتباع الفتن دائماً، إن كان الأمر ضد بلدهم وفي الثناء على عدو الوطن يشاركون فيقعون في الفتنة ويوقعون غيرهم، وإن كان الأمر في صالح بلدهم أو يتطلب الدفاع عنها سكتوا بحجة أنها فتنة فيسقطون في الفتنة ويسقطون غيرهم فيها، وإلا أي فتنة أشد من السكوت عن الأعداء الذين يحاولون النيل من بلادنا ويسعون لإسقاط ولاة أمرنا؟ نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين.